كن دائما الإصدار الأول من نفسك… ولا تكن الإصدار الثاني من أحد أخر
جون جارلاند
محاولة تدبير المال اللازم لتحويل فكرة استثمارية إلى فُرصة استثمارية، وإنشاء شركة ناشئة ليست بالأمر الهين، غير أنَّها ليست أيضاً بالأمر المستحيل، فهناك العديد من الشركات العالمية التي بدأت مسيرتها في عالم المال والأعمال اعتماداً على المصادر الذاتية للتمويل، أمثال: هيوليت باكارد ووديل ومايكروسوفت وآبل وجوجل وإي باي، والتي بدأت عملها بتمويل بسيط بناءً على نموذج عمل مستقل متواضع.
هذا وتمُر أي الشركة ناشئة “Startup” في إطار سعيها للحصول على تمويل لرأس مالها –بشكل خاص عند الإنشاء أو التكوين– بعدة جولات تمويلية، تبعاً للسلم التدريجي في التمويل بدءاً من الأموال الشخصية لرائد الأعمال نفسه، والتي تسمى أموال البذور الأولى، وانتهاءً بأموال الاستثمار الكبيرة التي تنهال على رائد الأعمال بعد نجاحه المبدئي كشاهد عيان لتحفيز أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة لشراء حصص في زيادة رأس المال لتنمية الفكرة وترقيتها وتحويلها إلى شركة كبيرة تلعب دوراً مناسباً لحجم السوق المتوقع.
هذا وتسمى الجولة الأولى من الجولات التمويلية للشركات الناشئة بـ Seed Round، وعادة ما تعتمد فيها الشركات الناشئة في الجزء الأكبر من احتياجاتها التمويلية في هذه الجولة على مصدرين أساسيين من مصادر التمويل هما:
التمويل الذاتي/الشخصي Self Financing: بالموارد الذاتية والمُدخرات الشخصية لرواد الأعمال أصحابها، والتي تُسمى بأموال البذرة الأولى Bootstrapping… في البداية تذكرك أنه يجب أن يكون الادخار الشخصي أول ما يؤخذ بعين الاعتبار كمصدر لرأس المال عند البدء في تأسيس شركة ناشئة جديدة. إذا لم تبدأ بعد، فابدأ الآن بجمع المال عن طريق الادخار الشخصي.
ابتعد عن المستثمرين: عشر استراتيجيات ناجحة للشركات الناشئة للتمويل الذاتي
التمويل الموالي القادم من الأهل والأقارب والأصدقاء Family & Friends Financing بالموارد المالية لأفراد العائلة الممتدة من الأقارب Extended Family والأصدقاء المقربين، ويسمى برأس المال الموالي، أو المال الأولي أو التمويل الأولي Seed money – Seed funding – Seed capital.
لا بأس من التصويت عالياً إذا كان لديك ذخيرة كثيرة
هولي آر. إيفرهارت
وهنا سوف نختص بالحديث عن الجولة التمويلية الأولى Seed Round لشركتك ومشروعك الناشئ عبر التمويل الأولي Seed money القادم من أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء المحيطين برائد الأعمال، ونستعرض المشكلات والقيود المرتبطة بتمويل شركتك الناشئة في جولاتها التمويلية الأولى من هذا المصدر.
حيث تقوم بعض الأطراف ذات الصلة القريبة بالشركة الناشئة الجديدة بالاستثمار بمبلغ يمكّن الشركة الناشئة من البدء بأعمالها والاستمرار بالسوق، وذلك حتى تصل لمرحلة قادرة على تمويل نفسها بنفسها، أو تتمكن خلال هذه الفترة من خلق شيء ذا قيمة يجعل من الشركة الناشئة مغرية للمستثمرين للاستثمار بها في مراحل الاستثمار المقبلة.
فيتطوع الأهل والأقارب والأصدقاء في تقديم العون المالي لرائد الأعمال، الذي تسنح أمامه فرص إنشاء شركة ناشئة جديدة، ويتبلور شكل هذا العون المالي في صورة إقراض ودي أو تسليف، على أن يرد الشخص المقترض المبلغ بعد فترة محددة أو حين ميسرة وذلك حسب الاتفاق، وبدون فائدة، وقد يكون ذلك مكتوباً أو غير مكتوب، وقد يكون بشهود أو غير شهود.
والمشكلات الأساسية هُنا تتمثل في القيود Constraints الطبيعية على هذا المصدر، خاصة كلما كانت الثروات الخاصة ضئيلة أو موجودة في شكل عقارات أو أراضي مشتركة في ملكيتها مع آخرين، أو أصول أخرى يصعب أسالتها إلى نقود في زمن مناسب دون حدوث خسارة مادية.
كذلك هُناك دائماً مشكلات المعاملات المالية بين أفراد العائلة الواحدة أو بين الأصدقاء، وذلك حين يلجأ واحد منهم إلى طلب مشاركة الآخرين معه في مشروع ما. كيف تتم هذه المشاركة؟ مثلاً على أساس أمانة إلى حين، أو قروض مصحوبة بوعود مقطوعة لدافع عوائد عليها كلما تيسر الأمر أو عند تحقيق أرباح، أو دفع عوائد بصفة إلزامية كل فترة من الزمن بغض النظر عن نتائج الأعمال، وهنا يتوجب عدم الخلط بين العلاقات التجارية والعلاقات العائلية إذا كان يراد الحصول على النتائج المرغوب فيها.
وتختلف الصيغة تبعًا للنظرة الدينية أو الأخلاقية نحو العائد الإلزامي أو الزيادة المشروطة على القرض من مجتمع لآخر، فالمتمسكون بدينهم من المسلمين في آسيا وأفريقيا يعتقدون بحرمة الربا فيرفضون مثل هذا العائد أوهذه الزيادة، وكذلك يفعل بعض المسيحيين الكاثوليك في أمريكا اللاتينية.
وعادة ما يصاحب طلب المشاركة في التمويل من أحد أفراد العائلة أومن الأصدقاء مناقشات قد تكون غير موضوعية أو غير ناضجة بالنسبة لأهمية إنشاء شركة ناشئة، أو كيفية المشاركة في إدارته أو ملكيته، مما يؤثر في كفاءة الشركة الناشئة إذا قام. فنادراً ما يتنحى هؤلاء الأفراد عن العمل وربما يقومون –متطوعين دون الطلب منهم- بتقديم المساعدة في الإدارة، أو الاتصالات، أو المساعدة في المهام الخاصة، فالأفراد يميلون إلى الرغبة في التملك أو الحق في المشاركة في المستقبل. فهل الربح المالي يساوي فقدان الملكية؟
ويلاحظ أيضاً أن من المشكلات المتعلقة بهذا التمويل الالتزام الأدبي بتشغيل بعض أفراد العائلة أو أقارب الأصدقاء في فريق العمل مما قد يمثل عبئاً حقيقياً في حالة عدم كفاءة هؤلاء، ومثل هذا العبء يمكن أن يترجم في شكل تكلفة ضمنية Implicit Cost للتمويل، قد تتسبب في حالة زيادتها في فشل الشركة الناشئة.
وفى البلدان النامية تعتبر معظم هذه المشكلات المرتبطة بالتمويل من العائلة أو الأصدقاء عادية جداً في إطار العلاقات الاجتماعية السائدة، أو تقل حدتها جداً مع وجود كبير للعائلة ذو خبرة أو حكمة ومسموع الكلمة، أو قريب أو صديق مثقف، أو مع أمتلاك صاحب الشركة الناشئة للجزء الأكبر من التمويل المطلوب، أو مع زيادة الثقة فيه وفى تصرفاته.
وفى البلدان النامية الإسلامية يُمكن أن تقل حدة هذه المشكلات جداً حينما يتعرف الأفراد على بعض صيغ المشاركة الإسلامية التي تنظم حقوق المشاركة لكل فرد وتنظم عملية استخدام المال وتقسيم الربح أو توزيع عبء الخسارة، وهي صيغ سهلة لا تحتاج إلى كثير من الشرح أو التعليم؛ ولكن للأسف نجد الغالبية العظمى من المسلمين المعاصرين يجهلونها، كما يجهلون كثيراً من قواعد المعاملات الإسلامية عموماً.
ويلاحظ أن التمويل من المصادر الذاتية أو العائلية أو من الأصدقاء يعتمد على المدخرات الصغيرة جداً، ويساعد بشكل فعال في تجميعها من الأفراد العاديين خاصة في القرى والمُدن الصغيرة في البلدان النامية، ولكن لهذا السبب نفسه –أي الاعتماد على هذه المدخرات الصغيرة جداً- يمكن تصور المشكلات التمويلية التي تواجه الشركات الناشئة إذا تعرضت لمشكلات سيولة نتيجة عدم قدرتها على بيع منتجاتها في فترة مناسبة، أو إذا فوجئت بارتفاع شديد في أسعار المواد الأولية التي تحتاجها.
كما يمكن تصور حجم المشكلة التمويلية عندما يكون الهدف هو زيادة رأس مال الشركة الناشئة، فهذه المدخرات الصغيرة جداً تتجمع عادة ببطء شديد على مدى الزمن وبمعدلات منخفضة مع معظم الحالات، ورفع معدلاتها يستلزم ارتفاع ملموس في الدخول الحقيقية، أو مزيد من ممارسة ضغط الاستهلاك الخاص، وكلاهما صعب المنال، أو التحقيق في ظروف معظم البلدان النامية خاصة التي تصنف منها في فئة الدول الأقل نمواً أو الأكثر فقراً.
وفي الأخير نقول لرائد الأعمال المبتدئ، إذا حرصت على التخطيط لعملك بدقة، ستتحول هذه البداية الأولية في التمويل لمجرد مرحلة عابرة في تطوير مشروعك وشركتك الناشئة، فلا ينبغي أن تكون هذه البداية أسلوب حياتك الدائم، فالفتات سرعان ما يصبح ثقيلاً على النفس بعد أن تعيش عليه لفترة من الزمن. فعلى الرغم من أن النجاح في الحصول على تمويل أولي من الأهل والأصدقاء هو أمر جيد، إلَّا أنَّ البقاء عليه فقط، يعطى طابع أمام المستثمرين بأن شركتك ليست جاذبة للاستثمار، ولكن في الوقت الحالي ومع الأيام الأولى بعمر مشروعك الناشئ، احرص على الأفكار المُبتكرة، والبدايات الصغيرة برأس مال محدود…
Your Affiliate Money Making Machine is ready -
ردحذفAnd getting it running is as simple as 1...2...3!
This is how it all works...
STEP 1. Tell the system what affiliate products you want to promote
STEP 2. Add PUSH BUTTON TRAFFIC (it LITERALLY takes 2 minutes)
STEP 3. See how the affiliate system grow your list and sell your affiliate products all on it's own!
So, do you want to start making money?
Click here to start running the system